انقذوا الطفولة /بقلم عز الدين حسين

أنقذوا الطفولة  :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الطفولة كالزهرة تحتاج لرعاية خاصة وتربة نقية لتنمو وتزدهر وتواكب مجريات وظروف الحياة  ...
ومن هنا فإن ازدياد عوامل الفقر وتأثيره على الاطفال في العديد من الدول ليس بسبب فقرها فقط ، وإنما لأسباب سياسات الإدارات غير المهتمة وغير النزيهة بأدارة شؤون البلاد والعباد  ، ولا يقف الأمر عند هذا ، بل أنه يصل إلى حد تطاول أيادي المتنفذين على أموال الدولة وحقوق المواطنين فيها ، وعدم وضع الخطط والبرامج لتوفير أدنى متطلبات الحياة  للمواطنين بشكل عام والأطفال بشكل خاص، الأمر الذي يتسبب في تنامي احتياجاتهم لمقومات الحياة من مأكل وملبس ومياه نقية وغير ملوثة ، وهذا تفتقده الكثير من العائلات التي تصبح في حالة عوز كبير لتوفير لقمة العيش لأفرادها ، فهنا تدفع تلك العائلات بشكل مقصود أو يندفع الاطفال بشكل شخصي وعفوي إلى الشارع للبحث عن ما يمكن ان يصلح للغذاء والملبس أو البيع  ليوفر لهم بعض النقود ، فيطوفون على حاويات القمامة ويقومن بالبحث فيها ويجمعون الأطعمة الملقاة فيها من قِبَل عائلات فاضت تلك الأطعمة عن حاجتهم ، كما أن كثيرًا من الأطفال يقومون بالتسول في الطرقات الرئيسة مما يدفعهم هذا للتسرب من مدارسهم والابتعاد عن مواصلة  تعليمهم ودراساتهم ، وهنا يلجأ بعض الأطفال للبحث عن عمل لتوفير مصدر لمعيشة لأفراد أُسرهم فيتم استغلالهم من قِبَل أصحاب العمل ويدفعون بهم للأعمال القاسية التي لا تتناسب وغضاضة أجسامهم وفي ظروفٍ غاية في القسوة وغير صحية دون رقيب أو حسيب ، وهذا يتسبب في خلق جيل من الأطفال ينشأون في ظروفٍ غاية في القسوة ويتحملون من المسؤوليات أكبر من طاقاتهم ، فهؤلاء سيصبحون شباباً فقدوا الحنان والرعاية في طفولتهم ، فتترسخ في أذهانهم تلك الصورة القاتمة التي عايشوها ، فمنهم من يلجأ إلى محاولة نسيانها وذلك بوسائل غير صحية فيتناولون المخدرات وشرب الكحول ، وهنا يزداد الطين بِلةً ويصبحون شواذاً في المجتمع ، ومنهم من يحاول الاستقرار و الزواج لبناء أسرة لا يمكن لها أن تخرج من دائرة الفقر والعوز لتبقَ الدائرة مستمرة في الدوران في حلقةٍ مفرغة .
ومن هنا لا بد من أنتباه الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإنسانية بأن الأطفال هم أمل المستقبل ، ولا بد من وضع القوانين لحمايتهم ووضع الخطط التربوية والتعليمية والإنسانية والترفيهية  لمساعدتهم  وأسرهم للحفاظ عليهم وتوفير كل سُبل الحياة الكريمة لهم ليعيشوا طفولتهم مع محاربة كل العوامل المسببة للفقر والتسول وبذل كل الجهد لصناعة الابتسامات على وجوه الأطفال .

د. عز الدين حسين أبو صفية ،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

سأسكت /بقلم محمد احمد

على مثلك. فلتبكي البواكي/بقلم خديجة شعيب