قراءة نقدية لكلمات الشاعرة نضال الدليمي. خيط أما من الأستاذة سهير خالد البحراني

قراءة  نقدية أولية  لنص  الشاعرة  نضال الدليمي
((خيط أمل ))
              سهير خالد البحراني
****************************
  في قراءة أولية تأخذنا  الشاعرة  القديرة  ((نضال الدليمي)) وتحلق بنا في فضائها الواسع ونستشف كل المعاني والمفردات  والصور المتناسقة عن الروح والوطن والألم والذكريات والتضحية والعيش بسلام لذا نجد  في نصها (( خيط أمل))  هو ذلك  الخيط الشفيف الذي يربط بين
 الفكرة والشعر بحرفية عالية وبأسلوب مدهش انك تقرأ الوطن بروحية الشعر والشعر بفضائية الوطن  ربما هو نوع من الايهام اللذيذ الذي يأخذك الى مناطق خارج المألوف مناطق لا تعترف بالتصنيف ولا تخضع لهيمنة التقسيم
قصيدة ((خيط أمل))تملك الدلالة المعنوية في الفقد لأقرب  الناس لك ..حيث اللغة هنا رائعة متوازنه  في المعاني ومتجاورة في  البؤرة الشعرية الدالة   حيث نجد هنا الشاعرة (نضال الدليمي)  تلاحق أزمة الفقد وتحولاتها  في حياتها  وكما أن  نصها   مكثف  ومتوتر  وتعطي المعنى  الفقد  بذاتها   الشعورية   وما يميزها  التوتر   المستمر على طولها  ضمن  أيقاع هادئ وحزين ما جعلها متطابقة شعوريا  مع  حسها  التكويني  لوجودة  الفقد  في الحياة
إذا  أردت أن تعرف حجم  الأبداع في أي نص شعري ركز على  شيئن  أولا اللغة  فيه وثانيا  المعنى الذي يؤدي  الى معرفته  من خلاله   لأن اللغة  هي الحياة  وفق المنهج البلاغي في اللغة يعطيك مساحة عالية من التخيل الشعوري التأولي سواء الفكري  أو  الباطني في جدية الشاعرة  في ما تكتب والمعنى هو يحدد  أبعاد الدوال  المعنوية والتأويلية  داخل النص  لأن التشرذم  لأي نص  خارج المعنى يضيع فكرته  وينتهي بلا معنى  ويصبح مجرد هذيان  وحمى  شعورية لا تنتج  نص شعري 
إن لمفردات اللغة طاقات إيحائية ذات دلالات متعددةبالغة التأثير في نفس المتلقي حيث تتحول المفردة في النص النثري إلى مفردة شعرية لها من الدلالات كأنها في نص شعري فتنقل للمتلقي تجربة الشاعرة  النثرية في سياقات شعرية
  النص النثري عند ((نضال الدليمي)) جاء بطابعٍ خاص   قريبا  إلى الشعرية بخصوصيتها فجاءت اللفظة في سياق محدد وخاص  حيث أخذت دلالات متعددة ضمن سياقاتها المختلفة ولهذا جاء نصها مكثف بالدلالات والإيحاءات المعبّرة  التي من دورها نقل النص من التقريرية المباشرة إلى الإيحاء والشعور
وتسير الشاعرة في مسيرة البحث القوية والعميقة عن الذاكرة  ويبدو انها رحلة شاقة وعسرة ولكنها مدبجة بوابل من الامل والرؤيا نحو افق منير وهذا ما كان يؤكده  الناقد  النصيري عند قراءته لنص الشاعرة  نضال الدليمي في ((شوق العنادل وسوف يستقرئ القارىء في نص الشاعرة الخاص
بالمكان في شعرها بالاستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي قراءة وتطبيقاً وبالمنهج الجمالي لإظهار الجوانب الجمالية للمكان
بأن تشكيل الرؤية الجمالية للمكان وما يرتبط به تعكس ثقافة الشـاعرة
فيما يتعلق في صلتها بمجتمعها وكيفية طرحها لتجربتها فتظهر قدرة الشاعرة فـي مـزج خيالـها
الشعري مع كيفية استخدامها للغة وطريقة توظيفها للتعبيرعن أبعاد التجربة وإظهارهـا بصـ ورة
جمالية تختلف عن سابقتها فالرؤية الجمالية تختلف من شخص إلى آخر ومن جيل إلى جيل))
 وهنا نجد جمالية العبارات  المتتالية البسيطة الواضحة كل الوضوح تفضي الواحدة إلى الاخرى كأنها تناغم النشيد بما يناسب ألمقام
 ثم تعلو بالعلأقة في حنو شجي كأن الوطن حبيبها وحدها
  حيث تتخذ  علأقة التأكيد والنفي أساسا لطرح العلأقات ألجدلية ألقائمة داخل القصيدة بحيث يصبح الصراع وأضحا جليا بين المحب والكاره.ثم تخرج في النهاية وتعلو بالعلأقة عن فرديتها الى الجماعية حيث يتحد الوطن في المجموع
والواقع ان الشاعرة قد كشفت جانبا مهما في رحلة  الأنسان الذي   أحب وعاش في وطنه ولكنه يريد ان يكون وطنه دائما في حب وسلام وجمال مكانته للعيش فيه بكل حريةبنفس الطريق التي سلكها ليمحو فقرة من تاريخه تؤلمه وتوجعه في اعماق قلبه
وتنتقل الشاعرة (نضال) هنا من الصراع الداخلي الى صراع خارجي مع مشهدية الحياة ورموزها الحياة والتي تتناظر مع الشعور الباطني  أي أنها تبحث عن معناه التي تريد أن يصل إليها  وعن معنى الحياة التي تعيشها بعد أن عجزت أيجاد الأجوبة داخلها  تنتقل الى خارجها لتعرف قيمة الأشياء التي حولها  ومن أجل أن تجد القيمة اليقينية لوجود الحياة التي تريدها  وهذا ما جعل أن يتحول كل شيء الى ثرثرة لا تجد لها ارتكاز يحدد لها المعنى في الحياة التي حولها . لهذا تستمر بالبحث عن وجوده ومعناه في الحياة  فهي تريد أن تجد الجواب في كل المسميات التي حولها  لكنها لا تجدها وهذا ما جعل حتى الشوارع تتحول الى ثرثرة لا يقين لها في المعنى، ولكنها لا تفقد الأمل أي أنها تعبت من البحث لكنها مستمرة في طريق البحث لكي تصل الى حالة اليقين الذي تستدل به عن أسمها في وطنها  وحضورها الذاتي
وعلى هذا النحو من الإنسيابية البارعة والشاعرية الماتعة  والقوة البيانية التي تُعبد الاكتمال الأدائي ،تظل نضال  تطوع حركية  لغتها  و ترسم مشاهدها المتجاورة شعرياً والمتباعدة واقعياًوكأنها ا تحدق باحتراس في درامية المشهد  ثم تلتقط بحرفية صورة فوتوغرافية للعلة من بعيد  حتى تبلغ خاتمة المشهد والذي واكبته بلغة مجازية ناهزة  حيث تطلق في النهاية شعاراً تحفيزيا لدواخلها كي تكبح قيامة أوجاعها و تتجاوز براثن الخيبة المهيبة
*****نص الشاعرة ((خيط أمل))
********
ستشرق شمس الأمل
وألملم شتات الليل
وبقايا ذكرياتي
وأرحل
مع سرب الأمنيات
أبحث عن وطن
عن أرض الحرية
بلا نزيف دماء
بلا رتوش وعناء
 بلا دموع و شجن
وطن ..وطن
مهد أمان
وملاذا حين المحن
تغاريد..  ..وصهيل
أحلام عرجاء
صرخات وعويل
أم زادها الكبرياء
تتحدى المستحيل
 يجملها الصبر والحياء
تلك هي أم الشهداء
أياااا وطن
 كم فيك من خنساء
مابرح الحزن ولا رحل
 ويبقى للشروق
قبس من نور
وخيط من أمل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

قصص خياليه /بقلم عادل بن مبارك باعطيه

سأسكت /بقلم محمد احمد