شاطئ /بقلم عبد الرحمن بو طيب

*شاطيء*
"قصيدة نثرية"
————————————————————-
شاطئ بيضائي الحزين،
والموج منه ما قلبه مستكين...
حدثني:
وليل كموج البحر،
سدوله ما ارتفعت من ملايين السنين.
أرخى سدوله علي...
غنت له راعية قريتي القديمة على ضفاف ناي وأنين.
قالت العرافة...
ناي لا يبوح بسر دفين.
حدثني البحر حروفاً ساهرة،
ما قال،
ما سأل،
مال على عطف من ربضه اليسار...
وما ظهرت له في الأفق الكحلي وردة حمراء...
هي الوردة...
ذبلت،
سقطت،
رحلت،
حملتها إلى متاهات سديم رياح...
وذا الفارس الشارد خرج يرحل إلى فجر شعاعه دوماً يبين...

قال الشاعر:
بانت سعاد.
وابن زبيبة في البراري وتينه دفين،
ناحت عبلة فاطم ليلي زرقاء البيضاء النائمة على ليل حزين.
آه منك يا قرية الضياع،
يا مقبرة السباع...
يا مرتع الضباع.
فينوس طلّقت أشباه رجال قبل خطبة وزفاف.
عرس الأطلس في جوف جب الحب يغازل الأميرة الصغيرة النائمة...
حكت جدتي:
كيوبيد،
أنت بليد.
طاشت منك سهام.
مزقت قلوباً...
أخطأت الهدف.
قال الراوي:
نم دامع العين أيها الصعلوك...
تدفقت في قريتي القديمة دنان على خصر راقصة المعبد الهارب من زمان...
تكسرت الخوابي،
و كوزيت تغازل ساعد جان...
تباً لك يا ابن فالجان.
لم لم تصرخ؟
لم لم تسرق النور...
ما سرقت غير شمعدان.
على كسرة خبز حاف رميتَ النور في غياهب الأقفاص،
وما أنت من الجان،
ملعون أنت يا جان فالجان،
ملعون أنت يا عبد الركوع،
ملعون عبد الودود،
ملعون أنت يا مصدر لَعْنٍ ومشتقات،
قال ذو الناقة الحمراء...
أيها الناس،
اسمعوا،
ولا تعوا،
ما فات لم يفت،
وكل ما هو آت غير آت.
وأُفْرِدَ الشاعرُ إفرادَ بعيرٍ مُعَبَّد،
طوبى لكوزيت... أميرتي الصغيرة الحالمة بفجر جديد،
طوبى لأميرتي... كوزيت التائهة في غاب بعيد.
واليوم... عيد.
أهو الفجر الوليد؟
عجبي!
قالت جدتي:
لا تصمت،
اِغْزِلْ من شِعْر حبيبتك أميرتك شَعراً وقصيد.
"عبد الرحمن بوطيب".
المغرب: 2020/7/31.