اكتمل الوصف /بقلم عبد الحكيم حداد

اكتمل الوصف

سألت عن سحرها عند اكتماله القمر
تلعثم طلب غيمة تحتها إستتر
إرتجل ماهي من البوادي ولا الحضر
في يوسف إكتمل الجمال
وشهقت في وصف جماله كل العبر
وجُرح النّسوةُ في المُتَّكَإ
وقولُهنَّ ما هو من البشر
وفيها لم يقف الوصف
وجفَّ المَدادُ والقلم إنكسر
كم شاعر في الحسن مدحها
فانكشف شرخ هيامه لاح وظهر
في نحتها الرسام ما سُرر
فعاد لرسمه فماج وهاج وكسر
سبجان من صورها فأبدع
وفي وصفها المقل بدمع تنهمر
شخصت أبصار وجلت قلوب
ماستطاعت عين أن تستر ما سُتِر
هي للداء دواء وهي الداء
من نظرة لها المنكسرخاطره ينجبر
في سلم للجمال ما صُنِّفَتْ
كل المقاييس مالت تعتذر
قيل هي في الجمال فلْتَةٌ
قلّما يجود بها القدر
إذا المداد جفَّ في وصفها
فالحِبْرُ وجما سال وانحدرْ
هي في الجمال قيل فتنة
بهت في وصفها الوصف و انتحر
ولو بُعِث بقيس ووصفه وجميل
لقالت التفعيلات للوصف افتقر
وعاد الخليل يراجع بحوره
وهو الذي بعَروضِه يفتخر
وإن إكتمل الجمال فيها
فالكمال لخالق قادر مقتدر
كل النساء من الوحم قد يلدنها
وكل العذارى لنور ثغرها تعتقر
لم اعطها في الوصف حق حقها
احبّذ في الوصف الا اطيل واختصر
بعدها لن ابني في الشّعر بيتا
ليتها تبقى دوما كضمير مستتر.
.
عبد الحكيم حداد