وجه الرماد /بقلم عبد الستار الخديمي

وجه الرّماد
لم يبق من الصورة إلاّ الرّمادْ
يشكّلُ ملامح جديدة
لوجهٍ أحرقته الحياةْ
وجهٌ أنثويّ صنع الحياةْ
تشكّل برائحة العرق
ونفحات البيادر والحصادْ
تسمعُ في الصورة
صوتا منهكا ينادي
بحشرجة الألم والانكسارْ
يروي حكايا الأمل
والمغامرة والانتحارْ
يستلهم من شهرزاد
قدرتها على العزف المنفردْ
والتموقع المطّردْ
معلنة أنوثتها
وألقَها وحبكة الانتظارْ
برموش عينيها
تخيط منادل العشق والثورة
تعلّم الصّغارْ
كيف يُصنع الانتصارْ
الصورة - الرماد
تستنسخ صورا باستمرارْ
تعرضُ نسقا مشهديّا
مُضمّخا بدماء الشهداء
وصرخة المكلومين
التجاعيدُ على صفحات الوجوه
علامات مميّزة
خيوط متشابكة لمسيرة دامية
من الجهد والبذل والعطاءْ
يصدح الصوتُ
من وراء الحجب والستائرْ
حاملا أصوات من كانوا
دعاة الخير والحب والبشائرْ
عزفنا سمفونية الحبّ
في زمن اللاحبّ
وانتصر وجه الرّمادْ
واكتمل العدُّ والحصادْ

بقلم: الأستاذ: عبدالستار الخديمي/من تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

سأسكت /بقلم محمد احمد

على مثلك. فلتبكي البواكي/بقلم خديجة شعيب