بابا /بقلم .حيدر غراس

بابا
...........١
لمحته هناك
مرة يومض، واخرى  يركض،
ومرة يعدُ مافي جيبهِ
من نقود.....

لن اضيعه، هوّ لاسواه،
تغير بسيط على محياه
كثرت شيبات لحيتهِ
وعلى وجنتاه
شيئ من الجمود،..

شاهدني أرقبه عن بعد
كمن كنت اتفحصهُ،
غادر مكانه بعيداً
ضاع في زحام الشارع
وأصوات الليل والجنود....

لم يطل ألأمر كثيراً،
عاوده الكرة مرة اخرى
كل مافي الأمر انه جاء،
على فرسة حمراء،
يتخطى الدخان،
يتوه بين الحشود...

لكني اعرفه جيدا
لن اضيعهُ، هوّ لاسواه
هل تضيع أما ولود..؟
أقتربت منه كثيراً،
والخطى تثقلني،
والف سؤال ابتر،
يدور في رأسي،
لعله بالأجابات يجود..؟

هذه المرة، لم اشاهدهُ
يعد النقود،
على مايبدو ان امر
اخر يشغلهُ،
كان يعد احرف اللغة،
تهيء لي،
تجمد في السكون،
وسال دمعهُ
قرب لام الجحود..
         ٢
بابا...
اتجهلني...؟
سأرفع كمامتي،
حدق انا ذاك الذي تركت
قبل الفان وعشرون،

كما ولدتني بطون النائبات
وكل حين هنا تولدني البطون..
الفان وعشرون تماً
لن ينقصها  لام الجحود
ولايرتضيها ذل السكون..

تفحص وجهي جيدا،
هذه ندبة صغيرة دعك منها،
وهذه طعنة سكين غادرة
اهداهاصديق بليلة ماطرة
ومضى مع اهل الطريق العابرون..

تفحص يدي، مازالت بدفئها
اخشوشنت قليلا لاانكر
هل تنكرها لااظنك جاحداً
مذ متى والاباء جاحدون؟

بابا
انا ذاك الذي عهدتني اولاً
واظنك تسبقني بالحديث
وأن صمتنا جمعاً
ياترى الا تفضحنا العيون..
         ٣ 
بابا
اين هداياك التي تحملها
كل عام،..؟
كنت ارددها برفيع الصوت،

لم يعبئ بقولي..
لما بابا..
هل اصابك كما اصابني
سهم السكوت..

انطقني، قل ولو زوراً،
انك جئت تحملني،
تأخذني هناك نصلي،
عند محراب الملكوت..

اذكر مرة اخبرتني
انكم تحلقون معي في السماء
لااحد هناك يموت..

وأن التوابيت لعبة
الحطاب حين خسر،
معركته مع فحل التوت..،

بابا
هل تخليت عن حملي معك،
لن اثقلك..
نمت لي جناحان،
لم احلق بهمايوماً
ها أنا بأنتظارك لنفوت...
               ٤
بابا:
ادرك ان السماء ملبدة بالدخان
والمدى على طول الدرب،
رهن ركن ظليل..

وادرك ان رئتاك البيضاء
لاتقوى على وجع العويل..

واعلم ان الدرب للعراق،
موحش وبارد
وجداً طويل...

وعثاء سفرك، مدينة الغاز
المجاز فيها خرافة
والقول ثقيل..

ولكن_ بابا_
هل تنكر الميلاد والروح
وومريم وجذع النخيل..؟

اهززني بابا..
ثمة رطب في اعالي
العراجين..
شهداء التحرير الدليل...

اهززني...
ايها العجوزمذ الفان،
ام كفاك جاوزتها السيول..؟

لما كل صمتك هذا..؟
هل تخليت بابا...
ام غادرك نويل....؟
             
.
.. حيدر غراس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

قصص خياليه /بقلم عادل بن مبارك باعطيه

سأسكت /بقلم محمد احمد