القدر ونظام الوجود /بقلم. الاستاذ وليد خالد
"القدَّر ونظام الوُجود"
المحتويات
1-تعريف المُسيَّر والمُخيَّر والتعريف بِالواجِب.
2-الجانب الإيماني.
3-الجانب المنطقي-العقلي.
4-التمييز بين المُسيَّر والمُخيَّر.
5-الغاية منها.
1-
-المُسَيَّر: هوَ عَكسَ المُخيَّر،وَأَفعْالُهُ خَارِجَةٌ عَن إرادَتهِ الفعلية، وَلاسيطَرة لهُ عَلى أَفْعالهِ،وَهوَ إسم المَفعول مِن سَارَ،بِمعنى آخر هوَ التَسهيل.
-المُخيَّر:وَهوَ الِفعلَ بينَ الَبقاءِ أو الذَهابِ جَعَلَهُ يَختَارُ بَيْنَ تَرك لهُ حرية الإختِيَار،وَهو إسم المَفعُول من خارَ.
-التَعريف بِالواجب:وَهوَ الإيمَانَ بِالقَضَاءِ وَ القَدَّر،وَالإيمَانَ بأنَ الله تَعالى خَالقَ كُلَّ شَيء،وَهوَ عَالِم بِكلِّ صَغيرةٍ وَكبيرةَ تَحدثُ،وَهوَ الَذي كَتَبَ كُلَّ شَيء في اللَوحِ المَحفُوظ.
الحُمد لله والصلاةُ والسَلام على رَسول الله،وعلى اله وصحبه وَسلم،أما بَعد:
إنَ مَفهوم المُسيَّر،والمُخيَّر مِن أهم المَفاهيم المفترضة وَالواجب العَملَ بِها،وَمعرفة الإنسان مِن غَايتهِ في الحِياة،وَالإنتِمِاءَ إليِها،والجَواب المُوجَز لِتَساؤلات النَاس عَن هذا المُوضُوع.
2-الجَانب الإيمَاني: أن كُل مَا في هذا الكَون،ومايَجري مَهما صَغيراً،أو كَبيراً هوَ بِقضَاء الله تَعالى وَقَدره وسَبق علمه بِه في سَابق أزَله، كَما قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49 } وقال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ،وَقالَ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: "إن أولَ ما خَلق القَلم، فَقالَ لهُ أُكتبْ، قالَ: وَما أكتُب يَا رب؟ قالَ: أُكتب مَقادير كُل شَيء حَتى تَقومَ السَاعَة.
وَفي حَديث مُسلم: "كُلَ شَيء بِقَدر حَتى العَجز وَالكيس " وَمِمَا يَدُلَ عَلى خَلق الله لأفعَال العِباد قَولهُ تَعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{الصافات: 96} وَقولهُ تَعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ،وفي الحَديث: إن الله خَالق كُل صَانِع وَصُنعَته. رواه الحاكم
إن كَون الإنسان مُسيّراً فَلأنه لاَ يَخرجَ بِشيء مِن أعَماله كُلها عَن قُدّرة الله تَعالى وَمَشيئته، قَالَ عَز مَن قائِل: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ {التَّكوير:29} .
المُسَيّر تَكون خَارجَة عَن قَصده وَإرَادَته ،كَالسُقوط غَير العَمد، التَثَاؤب، وَالارتِعَاش، فَهي لَيسَ بِإرِادة البَشر فَهوَ صِفَة وَضعَها الله تَعالى في البَشَريَة، وَليسَ مِن اختِيَار الإنسَان،كَالإستِخارة عِند النيِة بِفعلٍ مَا فَالإستِخارة مُيسّره وَمسَهله مَن عِند الله تَعالى وَالعَملَ بِهَا مِن اختِيار الإنسِان ،فَعُنصر المَادة هُوَ مِن خَلق الله تَعالى وَالعَملَ بِه هُوَ مِن فِعل الإنسَان وَاختِيَاره،وَوَجبَ الإيمَانُ بِهَا.
3-الجَانبُ المَنطقي_العَقلي: ،يَدخِلُ في عُموم أفعَال العِبَاد، وَهي تَشمِل حَركَاتِهم وَأفكَارَهم وَاختيَارِهم فَكُل مَا يَعمَلهُ الإنسَان أو يَحصَل مِن خَيرٍ، أو شَر وَإرادة بِها يَختَار طَريقَ الخَيّر أو الشَر،مِن مَأكل،أو مَشرَب،أو الزَواج،وَكَبح الشَهوَات ،وَبِها يَفعلُ مَا يُريد، وَعلى أسَاسِها يُحَاسب على أفعَالهِ التي اختَارها لنِفسِه لأن أفعَالهُ حَقيقية، وَلِذلكَ فَالإختيَار مَعَ وُجود العَقل، وَعدم الإكرَاه هُوَ مَناط التَكلِيف إذا فُقِد ارتَفعَ التَكليف.
قد كَلف الله الإنسَانَ وَألزَمهُ الأحكَام بِاعتِبَار مَا أعطاهُ مِن العَقل ،والطَاقَات وَالإرَادَة، فإذَا فَقدَ هَذهِ الأشيَاء فَعجَزَ أو أكرِه أو حَبسَ لَمْ يَعُد مُكَلفاً، فَلأن الله تَعالى أعطَاهُ عَقلاً وَسَمعاً وَ إدرَاكاً وَإرَادَةً فَهُوَ يَعرِف الخَيّرَ مِنْ الشَرّ وَالضَارَ منَ النَافِع وَمَا يُلائِمَه وَمَا لاَ يُلائمه، فَيَختَارُ لِنفسهِ المُناسِبَ وَيَدعُ غَيره، وَبِذَلكَ تَعَلقَت التَكَاليف الشَرعيَة بِه مِنَ الأمرِ وَالنَهي، وَاستَحَق العَبد الثَوابَ على الطَاعة، وَالعِقابَ على المَعصيَة. قالَ تَعالى إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (الإنسَان) .
4-التَميّيز بَينَ المُسَيَّر،وَالمُخيَّر: فَقد أُثبِتَ في الكَثيرَ مِن الآيَات،وَالأحَاديث مَشِيئة الله سُبحَانهُ بَعيداً عَن إرَادَة الإنسَان، قَالَ تَعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{الصافات: 96} وقوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَفي الحَديث: "إن الله خَالق كُلَ صَانِع وَصنعَته" رواه الحَاكم.
وَالكَثيرَ يَظُن أن القَضاءَ يَلغي حَق الإنسَان في الإختِيَار لَكِنَهُ على العَكسَ مِن ذَلِك، إنهُ عِلم ُالله عَز وَجل بِسَائر تَصرفاتِ الإنسَان الإختيَاريَة وَالقَسريَة.
قَالَ أبو سُليمان الخَطابي "وَقد يَحسِبُ الكَثيرَ مِنَ النَاس أنَ مَعنى القَضاءَ وَالقَدّر إجبَار الله سُبحانه وَتعَالى العَبدَ وَقهرهِ على مَا قَدّره وَقضَاه وَليسَ الأمرُ كَمَا يَتَوهمُون وَإنمَا مَفادهُ الِإخبارَ عَن تَقدم عِلم الله سُبحانهُ وَتَعالى بِمَا يَكون مِن أكسَاب العَبدُ وَصُدورها عَن تَقدير مِنه"، وَ بِمَا أنَ العِلمَ تَابع للمَعلوُم وَليسَ العَكس، فَالقَضاء ليسَ أكثَر مِن عِلم الله بِمَا يَجري أو سَيجري في الكَون لا يَستَوجِبَ الجَبر وَالإلزَام.
5-الغَاية مِنهَا:
يَتَضمَن خَلق الله تَعالى لِلبَشَرية غَاية،وَأسبَاب سَبَقَ في عِلمهِ مُنذُ الأزَليَة.
إن الغَاية الرَئيسيَة مِنهَا هِيَ إِختِبَار عَقل البَشَرية المُدرِكَة،والتي مَيّزَ بِها الإنسانَ عَن باقي المَخلوقاتِ،فالحِسابُ،والثَّوابُ، والعِقابُ يأتي بِها مُجمَلُ العَقلِ البَشَري الذِي يَختارُ بإرادَتهِ العَقلية لا الغَريزيّة.
إنَّ إيجادَ اللهِ لِلعناصِرِ التِي لا بُدَّ مِنها للفِعلِ لا يَعني إيجادَ الفِعل ذاتِهِ، فمادّةُ الفِعلِ وعَناصِرهِ مِنْ خَلقِ اللهِ واستيلادِهِ حَصولاً وتَنفيذاً ثَمرةٌ لِقَصدِ الإنسانَ وعزمِهِ.
المحتويات
1-تعريف المُسيَّر والمُخيَّر والتعريف بِالواجِب.
2-الجانب الإيماني.
3-الجانب المنطقي-العقلي.
4-التمييز بين المُسيَّر والمُخيَّر.
5-الغاية منها.
1-
-المُسَيَّر: هوَ عَكسَ المُخيَّر،وَأَفعْالُهُ خَارِجَةٌ عَن إرادَتهِ الفعلية، وَلاسيطَرة لهُ عَلى أَفْعالهِ،وَهوَ إسم المَفعول مِن سَارَ،بِمعنى آخر هوَ التَسهيل.
-المُخيَّر:وَهوَ الِفعلَ بينَ الَبقاءِ أو الذَهابِ جَعَلَهُ يَختَارُ بَيْنَ تَرك لهُ حرية الإختِيَار،وَهو إسم المَفعُول من خارَ.
-التَعريف بِالواجب:وَهوَ الإيمَانَ بِالقَضَاءِ وَ القَدَّر،وَالإيمَانَ بأنَ الله تَعالى خَالقَ كُلَّ شَيء،وَهوَ عَالِم بِكلِّ صَغيرةٍ وَكبيرةَ تَحدثُ،وَهوَ الَذي كَتَبَ كُلَّ شَيء في اللَوحِ المَحفُوظ.
الحُمد لله والصلاةُ والسَلام على رَسول الله،وعلى اله وصحبه وَسلم،أما بَعد:
إنَ مَفهوم المُسيَّر،والمُخيَّر مِن أهم المَفاهيم المفترضة وَالواجب العَملَ بِها،وَمعرفة الإنسان مِن غَايتهِ في الحِياة،وَالإنتِمِاءَ إليِها،والجَواب المُوجَز لِتَساؤلات النَاس عَن هذا المُوضُوع.
2-الجَانب الإيمَاني: أن كُل مَا في هذا الكَون،ومايَجري مَهما صَغيراً،أو كَبيراً هوَ بِقضَاء الله تَعالى وَقَدره وسَبق علمه بِه في سَابق أزَله، كَما قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49 } وقال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ،وَقالَ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: "إن أولَ ما خَلق القَلم، فَقالَ لهُ أُكتبْ، قالَ: وَما أكتُب يَا رب؟ قالَ: أُكتب مَقادير كُل شَيء حَتى تَقومَ السَاعَة.
وَفي حَديث مُسلم: "كُلَ شَيء بِقَدر حَتى العَجز وَالكيس " وَمِمَا يَدُلَ عَلى خَلق الله لأفعَال العِباد قَولهُ تَعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{الصافات: 96} وَقولهُ تَعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ،وفي الحَديث: إن الله خَالق كُل صَانِع وَصُنعَته. رواه الحاكم
إن كَون الإنسان مُسيّراً فَلأنه لاَ يَخرجَ بِشيء مِن أعَماله كُلها عَن قُدّرة الله تَعالى وَمَشيئته، قَالَ عَز مَن قائِل: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ {التَّكوير:29} .
المُسَيّر تَكون خَارجَة عَن قَصده وَإرَادَته ،كَالسُقوط غَير العَمد، التَثَاؤب، وَالارتِعَاش، فَهي لَيسَ بِإرِادة البَشر فَهوَ صِفَة وَضعَها الله تَعالى في البَشَريَة، وَليسَ مِن اختِيَار الإنسَان،كَالإستِخارة عِند النيِة بِفعلٍ مَا فَالإستِخارة مُيسّره وَمسَهله مَن عِند الله تَعالى وَالعَملَ بِهَا مِن اختِيار الإنسِان ،فَعُنصر المَادة هُوَ مِن خَلق الله تَعالى وَالعَملَ بِه هُوَ مِن فِعل الإنسَان وَاختِيَاره،وَوَجبَ الإيمَانُ بِهَا.
3-الجَانبُ المَنطقي_العَقلي: ،يَدخِلُ في عُموم أفعَال العِبَاد، وَهي تَشمِل حَركَاتِهم وَأفكَارَهم وَاختيَارِهم فَكُل مَا يَعمَلهُ الإنسَان أو يَحصَل مِن خَيرٍ، أو شَر وَإرادة بِها يَختَار طَريقَ الخَيّر أو الشَر،مِن مَأكل،أو مَشرَب،أو الزَواج،وَكَبح الشَهوَات ،وَبِها يَفعلُ مَا يُريد، وَعلى أسَاسِها يُحَاسب على أفعَالهِ التي اختَارها لنِفسِه لأن أفعَالهُ حَقيقية، وَلِذلكَ فَالإختيَار مَعَ وُجود العَقل، وَعدم الإكرَاه هُوَ مَناط التَكلِيف إذا فُقِد ارتَفعَ التَكليف.
قد كَلف الله الإنسَانَ وَألزَمهُ الأحكَام بِاعتِبَار مَا أعطاهُ مِن العَقل ،والطَاقَات وَالإرَادَة، فإذَا فَقدَ هَذهِ الأشيَاء فَعجَزَ أو أكرِه أو حَبسَ لَمْ يَعُد مُكَلفاً، فَلأن الله تَعالى أعطَاهُ عَقلاً وَسَمعاً وَ إدرَاكاً وَإرَادَةً فَهُوَ يَعرِف الخَيّرَ مِنْ الشَرّ وَالضَارَ منَ النَافِع وَمَا يُلائِمَه وَمَا لاَ يُلائمه، فَيَختَارُ لِنفسهِ المُناسِبَ وَيَدعُ غَيره، وَبِذَلكَ تَعَلقَت التَكَاليف الشَرعيَة بِه مِنَ الأمرِ وَالنَهي، وَاستَحَق العَبد الثَوابَ على الطَاعة، وَالعِقابَ على المَعصيَة. قالَ تَعالى إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (الإنسَان) .
4-التَميّيز بَينَ المُسَيَّر،وَالمُخيَّر: فَقد أُثبِتَ في الكَثيرَ مِن الآيَات،وَالأحَاديث مَشِيئة الله سُبحَانهُ بَعيداً عَن إرَادَة الإنسَان، قَالَ تَعالى: وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{الصافات: 96} وقوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَفي الحَديث: "إن الله خَالق كُلَ صَانِع وَصنعَته" رواه الحَاكم.
وَالكَثيرَ يَظُن أن القَضاءَ يَلغي حَق الإنسَان في الإختِيَار لَكِنَهُ على العَكسَ مِن ذَلِك، إنهُ عِلم ُالله عَز وَجل بِسَائر تَصرفاتِ الإنسَان الإختيَاريَة وَالقَسريَة.
قَالَ أبو سُليمان الخَطابي "وَقد يَحسِبُ الكَثيرَ مِنَ النَاس أنَ مَعنى القَضاءَ وَالقَدّر إجبَار الله سُبحانه وَتعَالى العَبدَ وَقهرهِ على مَا قَدّره وَقضَاه وَليسَ الأمرُ كَمَا يَتَوهمُون وَإنمَا مَفادهُ الِإخبارَ عَن تَقدم عِلم الله سُبحانهُ وَتَعالى بِمَا يَكون مِن أكسَاب العَبدُ وَصُدورها عَن تَقدير مِنه"، وَ بِمَا أنَ العِلمَ تَابع للمَعلوُم وَليسَ العَكس، فَالقَضاء ليسَ أكثَر مِن عِلم الله بِمَا يَجري أو سَيجري في الكَون لا يَستَوجِبَ الجَبر وَالإلزَام.
5-الغَاية مِنهَا:
يَتَضمَن خَلق الله تَعالى لِلبَشَرية غَاية،وَأسبَاب سَبَقَ في عِلمهِ مُنذُ الأزَليَة.
إن الغَاية الرَئيسيَة مِنهَا هِيَ إِختِبَار عَقل البَشَرية المُدرِكَة،والتي مَيّزَ بِها الإنسانَ عَن باقي المَخلوقاتِ،فالحِسابُ،والثَّوابُ، والعِقابُ يأتي بِها مُجمَلُ العَقلِ البَشَري الذِي يَختارُ بإرادَتهِ العَقلية لا الغَريزيّة.
إنَّ إيجادَ اللهِ لِلعناصِرِ التِي لا بُدَّ مِنها للفِعلِ لا يَعني إيجادَ الفِعل ذاتِهِ، فمادّةُ الفِعلِ وعَناصِرهِ مِنْ خَلقِ اللهِ واستيلادِهِ حَصولاً وتَنفيذاً ثَمرةٌ لِقَصدِ الإنسانَ وعزمِهِ.
تعليقات
إرسال تعليق