نور من وسط الاعماق /بقلم دكار مجدولين

قصيدة نور من وسط الأعماق

ضوء منير يصدح خارجا

من الأعماق

وقلبي من غفوته قد استفاق

فغزت المشاعر هذا الكيان

وأجبرت الدمع

 على أن يتوارى خجلا خلف الأجفان

وموج البحر في غضب و هيجان

قد اندفع بجموح إلى الغمام

أرى الأفق مهموما هذا المساء

فيبعث في نفسي انهار من أحزان

والذكريات تكاد تخلف آثار في الأذهان

وتجعل ذاتي في انهيار الوجدان

ذكريات الزمان ما لها من حضور في السنون

ذكريات الزمان قد هربت من مكان لمكان

علها تجد من يعطف عليها ويقدم لها الحنان

ها أنا بين هذه الدروب كالتائهة بلا عنوان

ها أنا أسير بين الشجون

كالضائعة يتملكني الهذيان

ها قد أعلنت الأقلام

التمرد والعصيان

فصرت أسيرة عزف الناي والكمان

ها أنت تراني في حفلة ممسكة بالبيان

اعزف هذه الألحان

ودمعي في العين وديان

رقصي قد ملئ أشجان

والدموع تملئ الأحداق

وتطغى على الكيان

روحي قد انكسرت مرة أخرى

في انهيار

روحي قد ذبلت كذبول الأزهار

ولم يعد باستطاعتي الصمود كما الأشجار

صوت نبضي قد تعالى وصم الأذان

صوت قلبي قد تناهى في خفقات وإخفاق

صوت نايي الحزين قد اجمع

على هدم ما بنيته وجعله خراب

في الساحات وعلى قمم الجبال

 قد فقدت راحة البال

واختفت من عقلي الآمال

فصرت كالغريبة في المجال

بلا دار تؤويني

ولا شجرة تدفئني

من برد الشتاء

إني أتجمد في الأرزاء

ولا من احد يعيد إلي الصواب

أو يخبرني بالجواب

ترى هل كتب علي الشقاء ؟

وان أحيا بين العذاب

تمزقني أعاصير وضباب

وتتركني جماد

تسلب من روحي الأمل

وتتركني رماد

فلا تظني يا نفسي

انك ستنجين من النار

فالدخان قد غزا المكان

وصار من المستحيل النجاة

في زمان في مكان

قد تاه عني الأمان

وسفينتي قد عادت محملة بالأحزان

فهربت من ذاك المكان

بلا جناح

وتواريت بين الضباب

أتعثر حينا واسقط بين الأشواك أحيانا

فتمتلئ نفسي بالجراح

وتختفي من داخلي الأفراح

لم اعد قادرة

حتى على الشعور

لقد انجلى من نفسي السرور

فرأيت من بعيد وميض نور يمضي

فتابعته بعيني

 حتى شعرت بقلبي يهرب مني

ويركض ملاحقا له

فتعجبت منه وقلت : عجبا منك

يا قلب أتطير مني وأنت

من هداني إلى عالم الأحزان ؟

فنظر إلي نظرة سقم

نظرة لم أتعرف عليها

وفي لحظة غمر الظلام الكون

وسقطت أرضا متألمة في إغماء

فعرفت إني في عالم الأموات

 وبين الجمادات قد صرت

فتملكني شعور بالضياع وفقدان الآمل

فضممت ركبتاي إلي

 ووضعت راسي بينهما

وبدأت بالبكاء

والدمع يتناثر ويتقافز

يريد الهروب مني في فرار

فجأة وأنا في تلك الحالة

سمعت صوتا قد جذبني

 مع تركيزي لحظة انه خالي

 لكن ما الذي يفعله هنا ؟

عندها ركضت إليه وبكيت بين أحضانه

 كالطفلة الصغيرة وقلت له بأسى

: لما تركتني فلم يجب

بل انه ابتسم وقال لي

بصوته الدافئ والحنون : لما تبكي

وهم بمسح دمعي وضمني إليه بحنان

ثم اختفى من حولي كالسراب

وتركني في  الضباب

فهما ركضت في عالمي

 يتلاشى مني الضياء

ويغمر قلبي بالأحزان والأرزاء

فالشوق قد أنهك الفؤاد وتركني جماد

 محترقة في رماد

من تأليف دكار مجدولين

لا تشاركوا قصائدي

"وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

قصص خياليه /بقلم عادل بن مبارك باعطيه

سأسكت /بقلم محمد احمد