مساجلة شعرية بين الشاعر المصري معروف صلاح والشاعرة العراقية نضال الدليمي

من شعر المناظرات والمساجلات
 القصيدة الاولى للشاعرة العراقية
فيروزة الوجدان ( قَارِبُ الشَّوْقِ)
 ..............................

(قَارِبُ الشَّوْقِ)

قَارَبَ تِشْرِين

أَطَلَّ بِسُحُبٍ بَارِدَة

يَسْدِلُ بَهَاءَ أَشْرِعَتَه

عَلَى شَوَاطِئِ العُمْر

أَوْرَاقُ خَرِيفٍ تَتَسَاقَط

جَفَّتْ  مِنْ هَجْرِ الرَّبِيع

عَلَى هَامِشِ الذَّكْرَيَات

  تَنَاسَتِ الكَلِمَات

وَأَصْبَحَتْ حِبْرَ عَلَى وَرَق

مُجَرَّدَ هَلْوَسَةٍ وَبَقَايَا أَرَق

بَعْدَ غِيَابِكِ المُمِيت

وَصَمْتِكَ القَاتِل

أَيْنَ آتُونُ اشْتِيَاقِكَ

وَوَهَجُ اللقَاء !!؟؟

وَأَحَادِيثُ المَسَاء

وَحَنِينُ أَشْوَاقِكَ

أَثْلَجَهَا بُرُودُ شِتَائِكَ !؟

أَيْنَ حَطَّتْ قَوَارِبُكَ ؟؟

وَأَيْنَ بَاتَ مَرْسَاهَا ؟؟

هَلْ أُعَاتِبُكَ

أَمْ أُعَاتِبُ الرِّيحَ

إِنْ غَيَّرَتْ مَجْرَاهَا

وَتَمُّوزَ أَشْوَاقِي ؟؟

وَحَرُّ الدُّمُوعِ أَصْلَاهَا

فِي حُضُورِكَ وَغِيابِكَ

وَبَيْنَ الوَتِينِ وَالضُّلُوع

أَوْقدُ  حَنَايَا الرُّوحِ شُمُوعًا

لِتُضِئَ كَالنُّجُومِ فِي سَمَائِك

بقلمي/ نضال الدليمي

..............................

والقصيدة الثانية للشاعر المصري
 معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب :
( مَحَطَّاتُ تِشْرِين )
........................

( مَحَطَّاتُ تِشْرِين )

فَارَقَ الشَّوْقُ مِفْرَقِي
بِوَرْدَةٍ مِنْكَ يَا تِشْرِين
إِيَّاكَ يَا قَارِبَ الحَياةِ
 إيَّاكَ أَنْ تَكُونَ حَزِين

سَأَطُلُ مِنْ كُوَّةِ الأَنِين
مِنْ خَوْحَةِ الحَنِين
 بِرَغَبَاتٍ جَارِدَة
بِلَوْعَاتِ مِسْكِين
سَأَظَلُّ بِالوَتِين


سَأَسْبُلُ زهَاءَ الشِّرَاعِ المُبِين
بِعَنْجَهِيَّاتٍ جَارِفَة
 وأُلمْلِم أَكِمَامَ الزُّهورِ
فِي حضورِ أَئِمَةِ الملائكة
بِأَكِمَّةِ السَّيَّاحِينِ الكِرَام

على زوْرَقِ النَّجَاة
  حَفِيفٌ مِنَ العَالِين
عَلَى شَاطِىءِ التَّمْرِ
 بِسُنْدُسَةِ الوشْمِ
 أَرَاهُ فِي النَّهْرِ
بِكَاظِمِيةِ ثَعَابِينِ
عَيْنَيكَ الزَّرْقَاوَيْنِ
إِنَاءٌ يَأَتِيكَ بِالزَّهْرِ

بِالرَّسْمِ وَبِخَارِطَةِ العُمْرِ
وَبِهَنْدَسَةِ القُبُلاتِ بِالفَوْتِ
عَصَرْنَاهُ كَنِبِيذِ التُّوت
نَقَشْنَاهُ كَمَلكِ الموْتِ
بِطَفِيفٍ وَلَمَعَانٍ وَحُوت

  بِطيفٍ وَحِرْمَان
يَسْتَتِرُانِ بِعِصْمَةِ الأَوْفِياء
 ينسَدِلانِ بِحُرْقَةِ الضِّياء
على شَرَاشِفِ الظِّلَال
عَيْنَ مَاءٍ وَدُمُوعٍ للضَّيفَيْنِ

أَرْوِقَةُ التِّينِ وَالعِنَبِ
 والزَّيْتونِ وَالرُّمَانِ
وَخَرِيفٍ يَتَهَالَكُ بِالجُنُون
تتساقَطُ لَبِنَاتُه
فِي بوْتَقَة الرُّجُوعِ بِالكِتْمَان

تَنْصَهِرُ بِالمَلايين
أَوْرَاقُ مِنْ تُموزَ اللَعِين
 حِينَ جَفَّ الَضَّرْعُ
 وَمَاتَ الزَّرْعُ المُشِين
فِي شَمْعِدَانِ فُرَاقِ الرَّبِيع

عَلى هَامِشِ السِّيرَة
ذكرياتٌ تَحِنُ
 لِماضِيهَا العتيق
تَتْرُكُ البَدِيع
تَنْسِفُ الكَلِمَاتِ
مِنَ الجُحْرِ الرَّقِيق
 تَناسَلَتْ بِلَكَمَاتِ
 كَلْمَاتِ الجُرُوح
فَهَلْ تَتَنَاسَى القُرُوح
مِدَادَ العِطْرِالأَثِير ؟؟
فِي ضُحَاكَ المُمِيت
تَلَعْثَمَتْ أَيَّام

لقد نَكَأَتَ يَا تشْرِين
كُلَّ الفُصُولِ بِآتُونِ الصُّرَاخ 
وَسَمْتُكَ القَاتِلُ المُرِيب
صَوْتُكَ يُنَادِي
اللؤلُؤَ وَالمَرْجَان
أقْبِلْ يَا نِيسَان
أَقبلْ يَا وَضَّاح

بِوَهَجِ شِيَاهِي العَجْفَاء
بِكِباشِي العَرْجَاء
احْظُرْ هَذَا اللِقَاء
اخْلَعْ عَنْكَ حَدَاثَةَ المَسَاء
ارْكُلْهَا بِقَدَمَينِ وَسَاق
تَذَكَّرْ أَحَادِيثَ السَّمَاء
اقْتُلْ بُرُودَةَ الكِبْرِياء
بِسُرْعَةِ البُرَاق

تِلكَ الأوراقُ تُزَغْرِدُ بِالحَنِين
تِلكَ الاَوْرَادُ يُبَعْثِرُهَا الجَنِين
وَيَثْلُجُهَا آذارُ الرَّعِين
بَيْنَ اَذْرُعَاتِ اللاجِئِين

هَلْ غَابتِ السَّرَطَاناتُ
 فِي الكَفِّ عَنِ المَحَارِ ؟؟
وَبَاتَ يَشُكُّهَا البَحْثُ
فِي الفَلَكِ وَالمَدَار
وَغُضْرُوفُ الغِياب
بِأصْدَافِ الرِّمَال

دُونَ مَرْسَى
مَنْ سَيَأْتِي بِالإيَاب ؟؟
لَنْ تُقْلِعَ المَرَاكِبَ دُونَ رِيَاح
وَأَينَ مُوتورُ الانْزِيَاح ؟؟

غَرَق الكُلُّ فِي أَبِيب
لَا اُعَاتِبُكَ بِلاَ تأْنِيب
 سَأعْبُرُكَ بِالرَّحَى
يَا تَلَّ الغَرِيب
فِي خُطوطِ الأنَابِيب
سَأَسْأَلُ وَتُجِيب
وَتُفَسِّرَ العَمِيق

لَقدْ فَاتَ طُوبَةُ
 وَجَاءَ اَمْشِيرُ بِالعَرَاقِيل
أَيْنَ حَطَّتْ مَآقِي العُيُون
حِينَ بَدَّلَتْ مَجْرَاهَا السُّنُون
حِينَ تَلَقَّفَتْهَا الَأَنَاجِيل ؟؟

فَيَا زَبَرْجَدَ كَانُون
ارْجِعْ البَسْمَةَ مِن جَدِيد
لِفَيْرُوزَ وَيَاقُوتِ المُرِيد
لِتَسْتَهِلُّ النُّجُوم
 وَتَقْبَعُ عَلَى التُّخُوم.
.........................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة - مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

عيناك /بقلم سعدالله الكبيسي

قصص خياليه /بقلم عادل بن مبارك باعطيه