جدتي /بقلم سليمان احمد

جدتي
حضرية
ولكنها بدوية
كانت هي لي صديقة
لاني وحيد ابنتها
المحبوبة لها
جدتي هذه  قصيرة
الطول خيزرانة الجسم
كالغزال والظبي العربي
ولكن فعلها وأفعالها كثيرة
هي لم تتعلم إلا الأُمية
حصلت على شهادة الإبتدائية
جميلة عيونها خضراء ساحره
شقراء اوبيضاء تختفي
أمامها الشمس والقمر
وكأنها من بلاد الفرنج الشمال
شقراء ملامح فرنسيه
وتفكيرها عربي مع دحيه
وعقلها متشدد بدويه 
وكأنها من صحاري نجد
أوجبال تعز أو عدن
ولكنها جميلة قطعة قمر
من اجمل ما رأيت
وقد رأيت ما رأيت
الكثير من بلاد زرتها
شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً
جدتي هذه الجميلة
بالرغم من جمالها
 وغيرة جدي عليها
فهي تخبأ وجهها ببرقع
من فضة وذهب
وبعض العقيق والفيروز
على صدرها قلادة
يتوسطها ذهب
وشئ من سن الفيل
وياقوت احمر ملتهب
وتلبس الثوب المطرز
بخيوط حريرية تراث اجدادها
فقد تربيت في حضنها
دافئة حنونة شجاعة بريئة
بتصرفاتها تخاف علينا
كانت تقول ان الرجل
يبقى رجلا بشجاعته
وعلمه وصدقه
وأمانته واخلاصه
وعلاقته بوالديه
واهله وامينا على جيرانه
والحفاظ عليهم كما هو
يحافظ على اخواته
 وعماته وخالاته ذات رحم
تحكي لنا ان جدي هاجمه
قطاع طرق ليسلبوا ماله
وهو ممتطي فرسه الاصيلة
فرأوه لوحده قالوا نغتاله
ولا يعرفونه فهاجموه بسيوفهم
ولكنه كان معروف بشجاعته
وخوفه من الله لا يظلم
انه شجاع قوي امين
فهزمهم شر هزيمه
بشجاعته وقوته
وتوفيقه من ربه
التي كان يتحلى بها
استطاع ان يسيطر عليهم
واستطاع كسر شوكتهم
كن أميناً شجاعاً ناصر المظلوم
لا تعتدي على أحدٍ وأَحده
تقم بمساعدة أُناسك أُناسه
بقدرتك مع الاستطاعه
ولاتحرم حتى لا تُحرم
هذه جدتي ولها هِمّه
مالها من وصايا لي
اقتطعت قلها عنوه
يرحمك الله جده
لك في الدنيا بصمه
يرحمك الله برحمه
يدخلك جنة الجنه
منحتينا أُم بإمه
يرحمكم الله
أنتما بكل رحمه
دكتور سليمان احمد