ابجديات التقوى /بقلم ايمن غنيم
أبجديات التقوي
في رمضان
لأيمن غنيم
اللقاء26
يقول الله تعالى
«أولا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون »
ويقول عز وجل
«إن فى إختلاف الليل والنهار وماخلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون »
ويقول تعالى
«فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون »
ويقول صلى الله عليه وسلم
«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»
ويقول الشاعر
يسر المرء ماذهب الليالى وكان ذهابهن له ذهابا
ويقول أيمن غنيم
«عمرك هو ثروتك الحقيقية فلا تسرف فى متع الدنيا ولا تضيعه سدى فالعلم يبنى حياة والدين يحميها
والوقت هو خادما لهما معا»
نعم إن الوقت كالسيف القاطع الحاد ،وذلك لأنه بلا هوادة يمضى و إذا ذهب فلاعوده وإنه كاللبن المسكوب فإذا سكب فلا مناص ولا فائدة من البكاء عليه،
والوقت هو الحياه بجملتها لأنها هى لحظات تلو لحظات وساعات تلو ساعات وأيام تحصد شهورا وتعدها سنوات .
وإذا بالطفل يصبح شابا ويصبح الشاب رجلا ثم تنحنى أيامه ويتقهقر إلى الشيخوخة .
هكذا الحياة تبدأ بلحظة ثم تنتهى فى لحظة ومابين لحظة وأخرى تكون حياتك .
نعم نحن بضع سنوات طالت أم قصرت ستنتهى. وعجبت لبنى البشر هؤلاء الذين يتفننون فى ضياع وقتل أعمارهم باحثين على مجد زائل ينتهى فور موته فقط لأنه لايدور إلا فى فلك أنانيته وفى محراب نفسه ومطالبها البائسة ويدور كالفراشات الهزيلة فى فضاء مصالحه وسماء مطالبه هو وفقط.
ولا تعدو كونها هى آمال وأحلام ورديه فى دنيا عبثيه مقيته فانيه.
نعم
فكثيرون منا من يسخر حياته وفقط لتتبع طموحاته الفرديه ،أو الأسرية ولا يكون فيها نصيب لله او لعباده أو لدينه .
فأى طموحات هذه .؟؟
إنها الذاتية وفقط إنها الأنانية وفقط إذ أنها طموحات لولبيه ليس لها نهاية وهى مياه مالحه تعطش شاربيها ويظلوا عطشى ولا يطفئ ظمئهم شرب البحار والمحيطات جميعا لأنها تتبع هوى الفرد. وهواه لا حدود له .
فمت العبث أن تسخر حياتك كلها لتحقق مطالبك وطموحاتك الشخصية وفقط لأنه ما استحق أن يولد من عاش لنفسه وفقط .
اى إذا كانت محصلة وقتك فى البحث عن نجاح دنيوى وفقط فلا قيمة لوقتك إذن لأنك تدفع ثمنه من عمرك وماذا سوف تجيب ؟؟ عن عمرك فيما أفنيته
هل ستقول أفنيته بحثا عن غنى وهربا من فقر ولاهثا وراء متع الحياة من عام لآخر ثم أصبحت بلا عمر وصارت أعمارى أوراقا من الجنيهات
او أكواما من الدولارات
أو كتل سكنية من العقارات
وصفحاتى خاوية من الحسنات
وبلا عهد وبلا علم لأن الوقت فات
وحتى الطب والثقافة والعلوم جعلت وفقط لكسب المال والمتاجرة بالبشر لأنه ليس هناك وازع أخلاقى يقودنا إلى الأصوب ويؤدى بنا لصلاح الأمة وتهذيبها وإحياء سنن الله فى أرضه وتعمير مساجده فى كل وقت للصلاة وكل حين للتعبد وأداء النسك .
جميعنا يلهث في الدنيا وبلا صدق يستحوز على ثمارها بمخالبه ويقتل ويحارب كل من أراد أن يزاحمه فى لقمة عيشه أو حتى من يحاول أن يرصد طموحه كما فعل .
إنما أصبحت الدنيا بما فيها من فضاء رحب حكرا له ولأولاده ولأحفاده والغريب كل الغريب أنه يعرف أنه راحل عن كل ماقد جمعه وكل ماقد حصده ويورثه أبنائه.
ويحاسب هو على جرم وفساد وخيانة ماقد سلكه للحصول على تلك الثروات ويهنأ الجميع وربما ينحرفوا ويكون الجزاء من جنس العمل ولا يبقى سوى الندم على العمر لكن بلا جدوى .
وهناك من يضيعون أوقاتهم عبثا مابين متعة وأخرى ومابين حانة وأخرى ، ومابين عرض زائل مابين ذاك اوتلك ويمرحون ويسعدون بقتل أوقاتهم لهوا وعبثا .
ولا يدركون أنهم يقتلون جزءا منهم
فالفرد فينا بعض من الأوقات إن ذهبت هى ذهب بعضه حتى لا يبقى فى عمره إلا لحظات وفجاة يتلاشى فيصبح ذكرى .
نعم أنت ذكرى فأحسن كتابتها بأعمالك الصالحة تاره وبأعمالك الفاعلة والتى تهدف لصلاح الدنيا وصلاح الأمة والناس والوطن تارة اخرى.
فكن حريصا على وقتك وأغتنمه واستثمر جهدك وطاقاتك فيما هو مفيد ونافع وإن لم تكن قد أوتيت من العلم أو الدين أو الثقافه قسطا وافرا
فإنك بإمكانك أن تسهم فى الكثير والكثير من الأعمال الخيرة التى ترفعك بمنزلة المجاهدين والعلماء والمفكرين فقط إسأل نفسك سؤلا واحد بل سؤالين
عند قيامك بأيسر الاعمال وأبسطها فى حياتك اليوميه
الأول هو هل هذا يغضب الله ام يرضيه؟؟؟
والثانى هل هذا نافع للدين والدنيا ام نافع لى وفقط؟؟؟
هذا سوف يساعدك شيئا فشيئا على التجرد من الأنانية والطمع و التمركز الذاتي على مطالبك ويحد من لهوك وضياع وقتك عبثا وبلا قيمة أو وعى بما تفعل.
اما إذا كنت عالما أو مفكرا أو صاحب كلمة أو صاحب مال أو جاه فأرصد كل ملكاتك وممتلكاتك لله وأدعو إلي سبيل الله بالرشد والحكمة والموعظة الحسنه وأوهب كل وقتك لله وللدفاع عن قضية هى من شانها تخلد تاريخك وتخط بماء الذهب كيف كنت وكيف أسهمت فى خدمة البشرية وتأكيد الهوية .
فالمسلم الحق والمؤمن الحق والإنسان بكل إنسانياته هو داعم للخير فهى الفطرة التى فطرنا الله عليها أن تكون هاديا ونصيرا فكل منا يخول له أن يكمل المسيرة التى بدأها وأنهاها سيدنا محمد فقد أكمل ماجاء به لكن تحتم عليك دور التنفيذ والإستجابة .
حان الوقت أن نحرر أنفسنا من عبودية الدنيا فجميعنا باع نفسه لهواه وباع نفسه لنجاح فيها وماهو إلا زائف وماهو إلا تافه باع الغالى والنفيس وهو الوقت والعمر بالرخيص وهو المتعه وإن كانت طعام أو تسليه أو ترفيه أو لهو وعبث فإنها تنتهى فور إنتهاء الموقف وتعود كما لو لم يمر عليك نعيما قط .
هل تذكر البارحه بمتعها أو بالندم على ماقصرت فى حق الله ؟ والخروج عن نص الصالحين؟
أم إنك شاكر على إستثمارها فى بغية علم أو نشر علم أو طلب علم أو دين ؟؟
نعم إن الوقت إما هو ندم أو عدم إذا لم تحسن إستغلاله أو تحسن أداءه.
أو هو ثمرة أو حصاد مثمر لك ولدينك ولتاريخك ولأمتك فبهذا يكون أمل متجدد لا يعرف طريقا للفناء .
وهناك حكمه تغيب عن معظمنا وهى «الواجبات أكثر من الاوقات »
أى ماعليك ثقيل وكثير فأعقد مع نفسك عزيمة ونظم تفى بواجباتك قبل أن تحاسب على تقصيرك فى أدائها .
وأعلم أن
«إن الوقت والزمن لا يهادن أى لا يعطيك هدنه فهو حكم فصل ومراقب على ماتؤديه فإما أن يكون معك أو ضدك»
فأحسن وأجمل ولا تسيئ ولا تفسد فكل بداية لها نهاية ،فإذا أحسنت البدء أحسنت الخواتيم
تلك هى المعادلة
بقلم أيمن غنيم
في رمضان
لأيمن غنيم
اللقاء26
يقول الله تعالى
«أولا يرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون »
ويقول عز وجل
«إن فى إختلاف الليل والنهار وماخلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون »
ويقول تعالى
«فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون »
ويقول صلى الله عليه وسلم
«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»
ويقول الشاعر
يسر المرء ماذهب الليالى وكان ذهابهن له ذهابا
ويقول أيمن غنيم
«عمرك هو ثروتك الحقيقية فلا تسرف فى متع الدنيا ولا تضيعه سدى فالعلم يبنى حياة والدين يحميها
والوقت هو خادما لهما معا»
نعم إن الوقت كالسيف القاطع الحاد ،وذلك لأنه بلا هوادة يمضى و إذا ذهب فلاعوده وإنه كاللبن المسكوب فإذا سكب فلا مناص ولا فائدة من البكاء عليه،
والوقت هو الحياه بجملتها لأنها هى لحظات تلو لحظات وساعات تلو ساعات وأيام تحصد شهورا وتعدها سنوات .
وإذا بالطفل يصبح شابا ويصبح الشاب رجلا ثم تنحنى أيامه ويتقهقر إلى الشيخوخة .
هكذا الحياة تبدأ بلحظة ثم تنتهى فى لحظة ومابين لحظة وأخرى تكون حياتك .
نعم نحن بضع سنوات طالت أم قصرت ستنتهى. وعجبت لبنى البشر هؤلاء الذين يتفننون فى ضياع وقتل أعمارهم باحثين على مجد زائل ينتهى فور موته فقط لأنه لايدور إلا فى فلك أنانيته وفى محراب نفسه ومطالبها البائسة ويدور كالفراشات الهزيلة فى فضاء مصالحه وسماء مطالبه هو وفقط.
ولا تعدو كونها هى آمال وأحلام ورديه فى دنيا عبثيه مقيته فانيه.
نعم
فكثيرون منا من يسخر حياته وفقط لتتبع طموحاته الفرديه ،أو الأسرية ولا يكون فيها نصيب لله او لعباده أو لدينه .
فأى طموحات هذه .؟؟
إنها الذاتية وفقط إنها الأنانية وفقط إذ أنها طموحات لولبيه ليس لها نهاية وهى مياه مالحه تعطش شاربيها ويظلوا عطشى ولا يطفئ ظمئهم شرب البحار والمحيطات جميعا لأنها تتبع هوى الفرد. وهواه لا حدود له .
فمت العبث أن تسخر حياتك كلها لتحقق مطالبك وطموحاتك الشخصية وفقط لأنه ما استحق أن يولد من عاش لنفسه وفقط .
اى إذا كانت محصلة وقتك فى البحث عن نجاح دنيوى وفقط فلا قيمة لوقتك إذن لأنك تدفع ثمنه من عمرك وماذا سوف تجيب ؟؟ عن عمرك فيما أفنيته
هل ستقول أفنيته بحثا عن غنى وهربا من فقر ولاهثا وراء متع الحياة من عام لآخر ثم أصبحت بلا عمر وصارت أعمارى أوراقا من الجنيهات
او أكواما من الدولارات
أو كتل سكنية من العقارات
وصفحاتى خاوية من الحسنات
وبلا عهد وبلا علم لأن الوقت فات
وحتى الطب والثقافة والعلوم جعلت وفقط لكسب المال والمتاجرة بالبشر لأنه ليس هناك وازع أخلاقى يقودنا إلى الأصوب ويؤدى بنا لصلاح الأمة وتهذيبها وإحياء سنن الله فى أرضه وتعمير مساجده فى كل وقت للصلاة وكل حين للتعبد وأداء النسك .
جميعنا يلهث في الدنيا وبلا صدق يستحوز على ثمارها بمخالبه ويقتل ويحارب كل من أراد أن يزاحمه فى لقمة عيشه أو حتى من يحاول أن يرصد طموحه كما فعل .
إنما أصبحت الدنيا بما فيها من فضاء رحب حكرا له ولأولاده ولأحفاده والغريب كل الغريب أنه يعرف أنه راحل عن كل ماقد جمعه وكل ماقد حصده ويورثه أبنائه.
ويحاسب هو على جرم وفساد وخيانة ماقد سلكه للحصول على تلك الثروات ويهنأ الجميع وربما ينحرفوا ويكون الجزاء من جنس العمل ولا يبقى سوى الندم على العمر لكن بلا جدوى .
وهناك من يضيعون أوقاتهم عبثا مابين متعة وأخرى ومابين حانة وأخرى ، ومابين عرض زائل مابين ذاك اوتلك ويمرحون ويسعدون بقتل أوقاتهم لهوا وعبثا .
ولا يدركون أنهم يقتلون جزءا منهم
فالفرد فينا بعض من الأوقات إن ذهبت هى ذهب بعضه حتى لا يبقى فى عمره إلا لحظات وفجاة يتلاشى فيصبح ذكرى .
نعم أنت ذكرى فأحسن كتابتها بأعمالك الصالحة تاره وبأعمالك الفاعلة والتى تهدف لصلاح الدنيا وصلاح الأمة والناس والوطن تارة اخرى.
فكن حريصا على وقتك وأغتنمه واستثمر جهدك وطاقاتك فيما هو مفيد ونافع وإن لم تكن قد أوتيت من العلم أو الدين أو الثقافه قسطا وافرا
فإنك بإمكانك أن تسهم فى الكثير والكثير من الأعمال الخيرة التى ترفعك بمنزلة المجاهدين والعلماء والمفكرين فقط إسأل نفسك سؤلا واحد بل سؤالين
عند قيامك بأيسر الاعمال وأبسطها فى حياتك اليوميه
الأول هو هل هذا يغضب الله ام يرضيه؟؟؟
والثانى هل هذا نافع للدين والدنيا ام نافع لى وفقط؟؟؟
هذا سوف يساعدك شيئا فشيئا على التجرد من الأنانية والطمع و التمركز الذاتي على مطالبك ويحد من لهوك وضياع وقتك عبثا وبلا قيمة أو وعى بما تفعل.
اما إذا كنت عالما أو مفكرا أو صاحب كلمة أو صاحب مال أو جاه فأرصد كل ملكاتك وممتلكاتك لله وأدعو إلي سبيل الله بالرشد والحكمة والموعظة الحسنه وأوهب كل وقتك لله وللدفاع عن قضية هى من شانها تخلد تاريخك وتخط بماء الذهب كيف كنت وكيف أسهمت فى خدمة البشرية وتأكيد الهوية .
فالمسلم الحق والمؤمن الحق والإنسان بكل إنسانياته هو داعم للخير فهى الفطرة التى فطرنا الله عليها أن تكون هاديا ونصيرا فكل منا يخول له أن يكمل المسيرة التى بدأها وأنهاها سيدنا محمد فقد أكمل ماجاء به لكن تحتم عليك دور التنفيذ والإستجابة .
حان الوقت أن نحرر أنفسنا من عبودية الدنيا فجميعنا باع نفسه لهواه وباع نفسه لنجاح فيها وماهو إلا زائف وماهو إلا تافه باع الغالى والنفيس وهو الوقت والعمر بالرخيص وهو المتعه وإن كانت طعام أو تسليه أو ترفيه أو لهو وعبث فإنها تنتهى فور إنتهاء الموقف وتعود كما لو لم يمر عليك نعيما قط .
هل تذكر البارحه بمتعها أو بالندم على ماقصرت فى حق الله ؟ والخروج عن نص الصالحين؟
أم إنك شاكر على إستثمارها فى بغية علم أو نشر علم أو طلب علم أو دين ؟؟
نعم إن الوقت إما هو ندم أو عدم إذا لم تحسن إستغلاله أو تحسن أداءه.
أو هو ثمرة أو حصاد مثمر لك ولدينك ولتاريخك ولأمتك فبهذا يكون أمل متجدد لا يعرف طريقا للفناء .
وهناك حكمه تغيب عن معظمنا وهى «الواجبات أكثر من الاوقات »
أى ماعليك ثقيل وكثير فأعقد مع نفسك عزيمة ونظم تفى بواجباتك قبل أن تحاسب على تقصيرك فى أدائها .
وأعلم أن
«إن الوقت والزمن لا يهادن أى لا يعطيك هدنه فهو حكم فصل ومراقب على ماتؤديه فإما أن يكون معك أو ضدك»
فأحسن وأجمل ولا تسيئ ولا تفسد فكل بداية لها نهاية ،فإذا أحسنت البدء أحسنت الخواتيم
تلك هى المعادلة
بقلم أيمن غنيم
تعليقات
إرسال تعليق