جنوح الأحداث/بقلم عز الدين حسين

جنوح الأحداث :::

من هم الأحداث ؟

هم الأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن تسع سنوات ولا تزيد عن الأربعة عشر عاماً وهم الأكثر حاجة للإهتمام والرعاية .
تعريف الحدث...
لقد تعددت التعاريفات بشأن مصطلح ( الحدث) بتعدد العلوم التي تهتم بدراسة هذه الفئة، فهناك التعريف  النفسي، والتعريف الإجتماعي، والتعريف القانوني.
التعريف النفسي الإجتماعي للحدث : وفقاً لهذه المعايير يعرف الحدث بأنه ذلك الطفل الصغير الذي يتدرج في حياته عبر مراحل معينة يكتسب من خلالها النضج الإجتماعي والنفسي وتكتمل معه عناصر الرشد و الإدراك.
تعريف الحدث في التشريع الجزائي :
هو كل شخص لم يستوفِ سن الرشد الجزائية المقرر قانوناً في البلد الذي ينتمي إليه بجنسيته، يعتبر حدثاً ويخضع بذلك للأحكام القانونية المقررة لهذه الفئة دون سواها .
إن موضوع جنوح الأحداث أصبح يشكل ظاهرة خطيرة جداً على أمن المجتمع ومستقبل أبنائه، لمساسه بفئة معينة تمثل الخلية الأساسية للمجتمع الذي يسوده الأمن والاستقرار في ظل التكافل الإجتماعي،  يبدأ من الفساد و الجريمة، لذلك تركز الإهتمام على فرض حماية خاصة لفئة الأحداث قبل جنوحها، وبعد جنوحها، بإخضاعها للوسائل العلاجية والتهذيبية وحتى العقابية إذا اقتضى الأمر ذلك.
عوامل جنوح الأحداث  :::
هناك العديد من العوامل المسببة لجنوح الأحداث، أو التي تساعد بشكل مباشر أو غير مباشر في جنوحهم ، مثل الإهمال وعدم الأهتمام والرعاية الكافية بهم، وكذلك عدم إدراك الأهل لخطورة سلوك الحدث إذا ما انفلت من عقاله وأصبح سلوكاً عدائياً وانتقامياً ضد المجتمع وفئات مختلفة من الناس إن كانت فئة الأطفال، أو فئة البنات أو كبار السن .
وهنا سنتناول عاملين هامين اللذين من خلالها يمكننا تحديد الحدث وحجم جنوحه ومن خلال ذلك يمكننا التعرف إلى أي مدى سيصل جنوحه ومدى خطورته .
أولاً :  عوامل بيولوجية ... وتنقسم إلى :
 ١ / عوامل وراثية ؛؛؛؛
وهي عوامل يكتسبها الحدث بالوراثة عن أحد الأبوين إن كانت صفات سلوكية أو صفات نتجت ونمت لدى الحدث نتيجة تقليده لسلوك مرفوض من المجتمع يقوم به أي فرد من أفراد الأسرة أو الدائرة الضيقة من المعارف والأصدقاء، فيتأثر الحدث بهذا السلوك ويقوم بممارسته وتقليده على اعتبار وحسب ظنه بأن مثل هذا السلوك لا يتعارض مع القيم التربوية والسلوكية في المجتمع.
٢ / عوامل التكوين العضوي ؛؛؛؛
طبيعة التكوين الجسدي للفرد قد تؤدي إلى السلوك الإجرام و الانحراف، والارتباط بمجموعة من الصفات العضوية القبيحة، ككبر الرأس، وقبح شكل الوجه وكبر الجبهة وبروز وجحوظ العينين ، وطول الذراعين و القدمين، وبروز الحنجرة؛  وهذا التكوين العضوي للحدث يحدد ميوله لنوع معين من الجرائم.
٣ / جنس الحدث؛؛؛؛
فظاهرة الجنوح لدى الإناث تكون أقل بكثير منها لدى الذكور. خاصة وأن على الأنثى قيوداً تحد من خروجها من البيت والتواصل مع الناس دون مراقب وإشراف الأهل .
٤ /  السن؛؛؛؛
إن سلوك الحدث وكيفية تعامله مع محيطه الإجتماعي، يرتبط كثيراً مع سنه وما يصاحبه من تغيرات عضوية ونفسية وفسيولوجية قد تؤدي في الكثير من الأحيان إلى جنوحه لأجل تحقيق رغباته الشخصية دون مراعاه لعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه وخاصة عندما يكون الحدث في سن المراهقة التي تطغى فيها الأهواء والنزوات الشخصية التي تجعله يميل للإجرام، مثل ( السرقة، اعتداءات جنسية  وجسدية وغيرها من الجرائم  وخاصة على الأطفال) التي تدفع الحدث لإرتكابها بهدف إثبات ذاته.
ثانياً : العوامل النفسية وأثرها في جنوح الأحداث ...
هناك دور مهم جداً لكل من الوالدين في حماية الحدث  من الجنوح.   وكذلك المدرسة والمؤسسات التربوية والتعليمية . وأيضاً الوسط الذي يعيش فيه الحدث. و التكوين والتثقيف الديني . جميعها لها أدوار مهمة لحماية الحدث كما أن  للإعلام أيضاً  دور لا يقل أهمية عن أروار باقي المؤسسات المعنية وذات الأختصاص .
سبل الوقاية  من جنوح الأحداث :::
جميع تلك المؤسسات  لها  دور توعوي وتربوي وإرشادي وتعليمي و توجيهي نحو الصواب، هذا وأن أي تقصير منها بالقيام بدورها تجاه الحدث بشكل متكامل فحتماً سيؤدي به إلى الجنوح.
هذا فلا بد من سن تشريعات وقوانين خاصة بالأحداث تحدد النظام العقابي والتربوية والسلوكي تجاههم  بما يتوافق وجنس الحدث و خطورة سلوكه ، إن كان سلوكاً إستفزازياً أو سلوكاً إجرامياً .

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجاء 2019//بقلم فؤاد الفائشي

قصص خياليه /بقلم عادل بن مبارك باعطيه

سأسكت /بقلم محمد احمد